انسداد الشريان السباتي يُعد من أخطر المشكلات التي قد تُصيب الجهاز الدوري، نظرًا لدوره الحيوي في توصيل الدم إلى المخ. هذا الانسداد لا يظهر دائمًا بأعراض واضحة، لكنه قد يكون تمهيدًا لسكتة دماغية مفاجئة، ما يجعل الكشف المبكر والعلاج المناسب أمرًا بالغ الأهمية.
في هذا المقال سنتناول بالتفصيل أعراض انسداد الشريان السباتي في الرقبة، أسبابه، أحدث طرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى نصائح فعالة للوقاية. كما سنسلط الضوء على بعض الموضوعات المرتبطة مثل الارتشاح على العصب البصري وطنين الأذن المزمن.
الشرايين السباتية هي الأوعية الدموية الأساسية التي تمد الدماغ بالدم الغني بالأكسجين. يوجد شريانان سباتيان على جانبي الرقبة، ويُعتبران خط الدفاع الأول ضد نقص التروية الدماغية.
عندما يحدث تضيق أو انسداد في هذه الشرايين نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول، فإن الدم لا يصل إلى المخ بشكل كافٍ، مما يزيد من احتمال الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة إقفارية عابرة
في كثير من الحالات، لا يُظهر انسداد الشريان السباتي أي أعراض حتى يحدث خلل حاد مثل السكتة الدماغية. لكن هناك علامات تحذيرية ينبغي الانتباه لها:
فقدان مفاجئ ومؤقت للرؤية في إحدى العينين
تنميل أو ضعف في أحد جانبي الجسم (ذراع أو ساق)
صعوبة في التحدث أو الفهم
اختلال التوازن أو الدوخة المفاجئة
⚠️ تعتبر هذه النوبات إنذارًا مبكرًا وقد تحدث قبل السكتة الدماغية بفترة قصيرة.
شلل أو ضعف دائم في أحد جانبي الجسم
اضطراب مفاجئ في الكلام أو الرؤية
فقدان القدرة على الحركة أو التوازن
فقدان الوعي في بعض الحالات
من أهم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى انسداد أو تضيق الشريان السباتي:
تصلب الشرايين: تراكم الدهون والكوليسترول داخل الجدران الشريانية
ارتفاع ضغط الدم المزمن
التدخين، وهو من أبرز مسببات تدهور الأوعية الدموية
داء السكري
السمنة وقلة النشاط البدني
التقدم في العمر
عوامل وراثية
يعتمد نوع العلاج على مدى الانسداد وحالة المريض الصحية العامة:
أدوية سيولة الدم مثل الأسبرين أو الكلوبيدوغريل
أدوية خفض الكوليسترول (مثل الستاتينات)
أدوية ضغط الدم والسكر حسب الحالة
يُفتح الشريان جراحيًا ويتم إزالة الرواسب الدهنية.
يتم إدخال قسطرة وتوسيع الشريان باستخدام بالون، ثم تركيب دعامة لحمايته من الانسداد مرة أخرى.
يُفضل هذا الخيار للمرضى غير القادرين على تحمل الجراحة التقليدية.
للوقاية من هذه الحالة أو تقليل مضاعفاتها، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:
الإقلاع عن التدخين نهائيًا
الحفاظ على ضغط الدم والكوليسترول في الحدود الطبيعية
ممارسة التمارين بانتظام (30 دقيقة يوميًا)
تناول أطعمة صحية غنية بالألياف ومنخفضة الدهون
تقليل الوزن الزائد
المتابعة الدورية مع الطبيب، خاصة لمن لديهم عوامل خطر
قد يؤدي ضعف تدفق الدم إلى العين بسبب انسداد الشرايين المغذية إلى حدوث ارتشاح على العصب البصري، مما يُسبب ضبابية في الرؤية أو فقدانها جزئيًا. يُعد هذا من المضاعفات العصبية المهمة التي تتطلب فحصًا متخصصًا.
في بعض الحالات، يُصاب المريض بـ طنين في الأذن نتيجة تغيرات في تدفق الدم إلى الرأس أو بسبب مشاكل في الدورة الدموية. الخبر الجيد أن هناك طرقًا طبية وطبيعية متعددة يمكن أن تساعد في التخلص من طنين الأذن نهائيًا. وهناك العديد من المرضى تحسنوا بالفعل من خلال علاج مجرب لطنين الأذن المستمر يشمل الأدوية، والتمارين، وتقنيات الاسترخاء العصبي.