توصلت دراسة حديثة إلى أن أكثر من ثلثي المراهقين يفضلون التواصل مع أصدقائهم عبر الإنترنت بدلًا من المحادثات المباشرة وجهًا لوجه، وتأتي هذه الدراسة في الوقت الذي تحاول فيه شركات التكنولوجيا مساعدة الوالدين على مراقبة الوقت الذي يقضونه أطفالهم على الإنترنت.

هذه الدراسة تم إعدادها من قبل مؤسسة Common Sense Media غير الربحية وهي تحديث لدراسة استقصائية مماثلة أجريت في عام 2012 والتي كانت من أوائل الدراسات التي قامت بتوثيق تأثير الوسائط الرقمية على الشباب والأطفال.

وجدت الدراسة اليوم أن نسبة 89% من المراهقين لديهم هواتف ذكية، بالمقارنة مع نسبة 41% قبل ست سنوات، وانخفضت نسبة المراهقين الذين قالوا إن طريقتهم المفضلة للتواصل هي التحدث المباشر مع الأصدقاء إلى 32% بعدما كانت النسبة 49% قبل ست سنوات، وذلك وفقاً للدراسة الاستقصائية التي أجريت على أكثر من 1000 شاب تتراوح أعمارهم بين 13 و 17 عامًا في مارس وأبريل.

قالت فيكي ريدوت Vicky Rideout مديرة شركة VJR Consulting للاستشارات والمؤلف المشارك ورئيسة فريق البحث في الدراسة: “”لا يسعني إلا القول بأن هناك تحول كبير وواضح في الطريقة التي يتواصل بها الناس مع بعضهم البعض وسيزداد هذا التحول في المستقبل”.

أشارت Rideout إلى أن الاستطلاعين الآخرين كانت نتائجهم مرتفعة، حيث أن الأول جاء به ارتفاع في نسبة المراهقين – الذين يقولون بأن أجهزتهم تشتت انتباههم عندما يجب أن يركزوا على الأشخاص الذين يتعاملون معهم – إلى 54% بعدما كانت النسبة 44% قبل ست سنوات، والثاني أشار إلى أن نسبة كبيرة من المراهقين وصلت إلى 44% يقولون إنهم محبطون من الأصدقاء بسبب وجودهم على هواتفهم كثيرًا عندما يكونون معًا.

كما تسلط الدراسة الجديدة الضوء أيضًا على تزايد وتيرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب حيث وصلت نسبة المراهقين الذين يملكون هواتف ذكية إلى 89% مقارنة بـ 41% قبل ست سنوات، والآن يقول 70% من المراهقين إنهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من مرة في اليوم مقارنة بـ 34% قبل ست سنوات؛ ونسبة 38% يقولون أنهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي عدة مرات في الساعة، ويقول 16% إنهم يستخدمونها باستمرار.

من جهته قال جيم شتاير Jim Steyer الرئيس التنفيذي لمؤسسة Common Sense: “إن الأخبار السارة هي أن المراهقين أكثر وعيًا بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي الجيد والسيئ على حد سواء عما كانوا عليه قبل بضع سنوات، ولكن الأخبار السيئة هي أنهم يفضلون التواصل مع بعضهم البعض عبر الإنترنت بدلاً من التقابل وجها لوجهه، وبصفتي والدًا ومربيًا أجد ذلك أمرًا مزعجًا للغاية”.

في حين أن المراهقين أكثر ذكاءً بشأن وسائل التواصل الاجتماعي ولكنهم ما زالوا غير قادرين على مقاومتها، حيث قال أكثر من 70% إنهم يعتقدون أن شركات التكنولوجيا تتلاعب بالمستخدمين للحصول على المزيد من الوقت على أجهزتهم، وقال 57% منهم إن وسائل الإعلام الاجتماعية تشتت الانتباه خلال الواجبات المنزلية، ومع ذلك قال 31% منهم فقط إنهم يوقفون هواتفهم أثناء كل وقت الواجبات المدرسية أو معظمه.

قال عدد قليل من المراهقين إن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير سلبي على شعورهم حيال أنفسهم، ولكن الدراسة أظهرت أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير سواء إيجابيًا أو سلبيًا خاصة على المراهقين الأكثر ضعفًا – أولئك الذين قد يكونون مثلا مكتئبين أو وحيدين أو ينقصهم احترام الذات – حيث أن هؤلاء المراهقون هم أكثر عرضة من غيرهم للإبلاغ بأنهم تعرضوا للأذى من قبل وسائل التواصل الاجتماعية، لكنهم على الأرجح قبل ست سنوات كانوا يقولون إنها لها تأثير إيجابي عليهم.

قالت الدكتورة جيني رادسكى الأستاذ المساعد في طب الأطفال بجامعة ميشيجان والمتخصصة في الصحة التطورية والسلوكية: “هذه التقديرات المحدّثة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالشباب مفيدة لأنها تظهر مدى زيادة عدد المراهقين الذين يقومون باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي عدة مرات في الساعة أو في اليوم”.

في مقال نشرته مجلة الجمعية الطبية الأمريكية JAMA في شهر يوليو الماضي تبين وجود صلة بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي – بما في ذلك الاستخدام بشكل متكرر على مدار اليوم – ظهور أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط لدى المراهقين.

عندما سئل المراهقين ما هي موقع التواصل الاجتماعي الأكثر استخدامًا بالنسبة لهم، قال 41 % من المراهقين سناب شات؛ و22% قالوا إنستاجرام و15% قالوا فيسبوك، ولكن قبل ست سنوات قال 68% من المراهقين أن فيسبوك هو الموقع الرئيسي بالنسبة لهم.