تُعد زراعة قوقعة الأذن الإلكترونية من الحلول الطبية الحديثة التي منحت الأمل لكثير من المرضى الذين يعانون من فقدان السمع الشديد أو التام، ولم تجدي معهم أجهزة السمع التقليدية نفعًا. في هذا المقال نوضح بالتفصيل ما هي زراعة القوقعة، من هم المرشحون لها، وكيف تتم عملية زراعة قوقعة الاذن الالكترونية ، بالإضافة إلى مزاياها ومخاطرها المحتملة.

ما هي قوقعة الأذن الإلكترونية؟

قوقعة الأذن الإلكترونية هي جهاز طبي يُزرع جراحيًا داخل الأذن ويُستخدم لتحفيز العصب السمعي مباشرةً، مما يسمح للمريض بسماع الأصوات بشكل واضح، حتى في حالات الصمم التام.

يتكون الجهاز من جزئين:

• جزء داخلي يُزرع جراحيًا تحت الجلد خلف الأذن ويتصل بالقوقعة (العضو المسؤول عن السمع في الأذن الداخلية).
   

• جزء خارجي يُرتدى خلف الأذن يحتوي على ميكروفون ومعالج صوتي يعمل على استقبال وتحويل الأصوات إلى إشارات كهربائية.
   

خطوات عملية زراعة القوقعة

1. التقييم الشامل
   يخضع المريض لفحوصات دقيقة تشمل:
    

   • اختبارات السمع
      

   • أشعة رنين مغناطيسي أو مقطعية
      

   • تقييم نفسي ولغوي للأطفال
      

   • اختبار وظيفة العصب السمعي
      

2. الجراحة
    

   • تستغرق حوالي ساعتين إلى ثلاث ساعات.
      

   • تُجرى تحت تأثير التخدير الكلي.
      

   • يتم زرع الجزء الداخلي خلف الأذن تحت الجلد، ويُوصل بسلك إلى القوقعة.
      

3. فترة الشفاء
    

   • يُغادر المريض المستشفى في نفس اليوم أو في اليوم التالي.
      

   • يُنتظر من 3 إلى 4 أسابيع حتى يلتئم الجرح قبل تفعيل الجهاز الخارجي.
      

4. تفعيل الجهاز والتأهيل السمعي
    

   • يتم ضبط القوقعة وبرمجتها لتناسب احتياجات المريض.
      

   • يبدأ بعدها المريض جلسات تأهيل سمعي لمساعدته على تفسير الأصوات.
      

مميزات زراعة قوقعة الأذن

• تحسين كبير في السمع والتواصل.
   

• استعادة القدرة على فهم الكلام دون الحاجة إلى قراءة الشفاه.
   

• تحسين جودة الحياة والتفاعل الاجتماعي.
   

• القدرة على التعليم في مدارس السامعين للأطفال.
   

هل هناك مخاطر للعملية؟

مثل أي إجراء جراحي، قد توجد بعض المضاعفات النادرة مثل:

• العدوى أو التهاب الجرح
   

• تسرب سائل الأذن الداخلية
   

• ضعف في عضلات الوجه (نادر جدًا)
   

• فشل الجهاز (يحتاج لإعادة زراعة في بعض الحالات)
   

لكن غالبًا ما تكون النتائج إيجابية وتفوق الفوائد المخاطر المحتملة، خاصة عند إجرائها في مركز متخصص وعلى يد جراح خبير.

التأهيل بعد الزراعة: خطوة لا تقل أهمية

عملية زراعة القوقعة لا تعني السمع الفوري، بل تتطلب برمجة الجهاز بشكل دوري، إلى جانب جلسات تأهيل سمعي ونطقي مستمرة، خاصة للأطفال، لمساعدتهم على تطوير مهارات اللغة والاستماع.